للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القصد إليها وهي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ المال وحفظ العقل والعرض.

ولهذا فإن الشيخ محمد بن عبد الوهاب منذ فجر قيام دعوته كان يعرض نفسه على الأمراء في نجد, ويبشر من يقوم بهذا الواجب الديني بالعز والتمكين والنصر على الأعداء متى أخذها بصبر واحتساب وعمل وجاهد وانطلق في دعوته من سلطة سياسية تحمي بيضة الدعوة وتجمع أنصارها وتدافع عدوها.

ولما فشل رحمه الله مع أمير العيينة عثمان بن معمر كرر المحاولة مع غيره من أمراء عصره. فساق الله الخير إلى الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية بمقدم الشيخ محمد إليه ونزوله عنده وقبوله دعوته والاتفاق معا على القيام بهذا الواجب طاعة لله ونصرة لدينه.

فكان هذا التوجيه الصحيح من إمام هذه الدعوة ثمرة فقه في الدعوة وتوفيق في الإصلاح أعز الله به هذه الدعوة ورفع به شأن إمارة الدرعية، ودخلت به الأسرة السعودية وجودها الحضاري من أوسع أبوابه، وحقق الله للمخلصين من أبنائها العز والتمكين في الدنيا والأجر العظيم والمثوبة الحسنة إن شاء الله في الآخرة.

وتحقق لحركة الإصلاح بهذه الدولة المسلمة كثير مما تهدف إليه وقامت بوظائفها خير قيام، وحقق الله بها في هذه المنطقة أفضل الثمار وتفيأ الناس في ظلها الأمن والسلام والرخاء ورفعت فيها راية الجهاد في سبيل الله وتحقق فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتأمين الخائف وأمن السبيل وتحقيق العدل وإظهار سلطان الدين في كل جانب من جوانب الحياة، وحصنوا هذه المنطقة من النفوذ الاستعماري وظل أهلها سادة الموقف في بلادهم.

هذه هي الأصول العامة للدعوة أو المجالات التي قامت الدعوة الإصلاحية في نجد لتحقيقها ورد الناس فيها إلى جادة الحق ومنهج الصواب طاعة لله وابتغاء لمرضاته وهداية للناس إلى صراط الله المستقيم.

<<  <   >  >>