للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يمكن أن تتم في الحياة بمجرد الأماني أو بلا جهد بشري ونزول لميدان العمل والجهاد المتواصل.

بل أن تحقيق ذلك يتطلب تحديد الغاية واتخاذ الوسائل وإعداد العدة لمواجهة كل موقف من الموقف بما يناسبه من العدة وفهم طبيعة الدعوة ووظيفة الداعية وحدود مسئوليته وشروط الدعوة الناجحة وصفات من يتصدى لهذه المهمة الخطيرة، وكلها أمور مهمة.

والشيخ محمد بن عبد الوهاب بما وهبه الله من صفات شخصية وبما أعطاه الله من فقه في الدعوة وعلم بالشريعة وخبرة في الحياة، وبما وفقه الله إليه من منهج سديد في الإصلاح مهتديا فيه بالنصوص الشريعة الغراء والسيرة النبوية الشريفة، وضع إطارا عاما ونظرة شاملة لهذه المهمة الإصلاحية يمكن بواسطتها نقل الحياة العامة مما انحدرت فيه من انحراف في المجالات وغيرها.

ويمكن إجمال هذه الأسس العامة والإطار النظري الشامل في النقاط التالية:

١-إن االدعوة إلى الله ينبغي أن تكون على بصيرة , والبصيرة هي العلم الشرعي المبني على الدليل الثابت والفهم الصحيح لمراد الله في نصوص شرعه. وأعلى درجات الفهم لهذه النصوص ومقاصد الشريعة هو فهم الصحابة رضي الله عنهم وأرضهم ثم التابعين لهم بإحسان من التابعين وأتباعهم في القرون المفضلة وأئمة الهدى من بعدهم المشهود لهم بالعلم والفضل والاستقامة.

ومن أجل التطبيق هذا المبتدأ الأول طلب العلم على شيوخه وقام برحلات متعددة للأخذ من كل علم على شيوخه الموثوقين في نجد والحرمين الشريفين والعراق والأحساء وغيرهما. وحين بدأ دعوته ألف في موضوع دعوته كراسا صغيرا في موضوع هذه الدعوة وأصولها للعامة مما لا يسع الناس جهله وهو المعروف" بثلاثة الأصول"و" القواعد الأربعة"وكتب كتابا تخصيصا أيضا في صميم الدعوة

<<  <   >  >>