للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} وقوله تعالى {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} .

وقد عقد الشيخ محمد في كتابه الموسوم: بكتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد بابا خاصا بهذين القسمين لبيان الفرق بين الهدايتين أسماه: باب قول الله تعالى {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} وسبب نز ول هذه الآية الكريمة أنه صلى الله عليه وسلم حينما حاول مع عمه أبي طالب عند موته أن يقول لا إله إلا الله فقال صلى الله عليه وسلم يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله وكان عنده عبد الله بن أمية وأبو جهل فقالا له أترغب عن ملة عبد المطلب فأعاد صلى الله عليه وسلم قوله لعمه فأعادا حتى قال أبو طالب هو على ملة عبد المطلب. فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم لقربه منه ودفاعه عنه وعن دعوته وهو على دين قومه فأنزل الله هذه الآية الكريمة التي بين الله فيها لنبيه صلى الله عليه وسلم أن هداية التوفيق إلى الإسلام والإيمان ليست من وظيفته، وأن وظيفته تنحصر في هداية الإرشاد والبلاغ والدلالة فقط.

٨- الأصل في الحكم على الناس:

والدعوة الإصلاحية في نجد ترى أن الحكم على الناس بالكفر أو الإسلام وبالفسوق والعدالة أو غيرها إنما يكون على الظاهر من أعمالهم أما سرائر الناس وضمائرهم فإنها موكولة إلى الله وحده لا يعرفها سواه وأن الأحكام لا تطلق إلا بعد الدعوة والبلاغ والبيان ومعرفة الحكم الشرعي في كل عمل من الأعمال التي يحكم عليها.

٩- المخاطب بالدعوة:

اهتمت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب منذ فجر تاريخها بمخاطبة علماء عصره الأدنى فالأدنى كما اهتمت بمخاطبة الأفراد ووجهاء الناس وقياداتهم ولم تهمل العامة.

ولهذا فإن الرسائل التي كتبها الشيخ محمد بن عبد الوهاب خاطب بها العلماء والمطاوعة بشكل رئيسي كما خاطب بها الأمراء والعامة بشكل أقل.

<<  <   >  >>