للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الوهاب إلى أحمد بن يحيى

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد ما ذكرت من طرف مراسلة سليمان فلا ينبغي أنها تزعلك:

الأولى: أنه لو خالف فمثلك يحلم ولا يأتي بغايته هذا ولا أكثر منه ٠٠٠

ثانيا: أنك إذا عرفت أن كلامه ما له فيه قصد إلا الجهدة في الدين ولو صار مخطئا فالأعمال بالنيات والذي هذا مقصده يغتفر له ولو جهل عليك، ونحن ملزمون عليك لزمة جيدة، وربك ونبيك ودينك لزمتهم لزمة تتلاشى فيها كل لزمة هذه الفتنة الواقعة ليست في مسائل الفروع التي ما زال أهل العلم يختلفون فيها من غير نكير، ولكن هذه في شهادة أن لا إله إلا الله والكفر بالطاغوت، ولا يخفاك أن الذي عادانا في هذا الأمر هم الخاصة الذين ليسوا بالعامة، هذا ابن إسماعيل والموايس وابن عبيد جاءتنا خطوطهم في إنكار دين الإسلام الذي حكى في "الإقناع" في باب حكم المرتد لإجماع من كل المذاهب أن من لم يدن به فهو كافر. وكاتبناهم ونقلنا لهم العبارات وخاطبناهم بالتي هي أحسن ما زادهم ذلك إلا نفورا , وزعموا أن أهل العارض ارتدوا لما عرفوا شيئا من التوحيد وأنت تفهم أن هذا لا يسعك التكفي عنه فالواجب عليك نصر أخيك ظالما ومظلوما، وأن تفضل الله عليك بفهم ومعرفة فلا تعذر لا عند الله ولا خلقه من الدخول في هذا الأمر، فإن كان الصواب معنا فالواجب عليك الدعوة إلى الله وعداوة من صرح بسب دين الله ورسوله، وإن كان الصواب معهم أو معنا شيء من الحق وشيء من الباطل أو معنا غلو في بعض الأمور فالواجب منك مذاكرتنا ونصيحتنا وتورينا عبارات أهل العلم لعل الله أن يردنا بك إلى الحق، وإن كان إذا حررت المسألة إذ أنها من مسائل الاختلاف, وإن فيها خلافا عند الحنفية أو الشافعية أو المالكية فتلك مسألة أخرى.

وبالجملة فالأمر عظيم ولا نعذرك من تأمل كلامنا وكلام ثم تعرضه على كلام أهل العلم ثم تبين في الدعوة إلى الحق وعداوة من حاد الله ورسوله منا أو من

<<  <   >  >>