للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل بالاتحاد والحلول، وكثرت في ذلك إشارات القوم والتقول، وصار هو مذهب الخاصة عند الأكثرين، ومن أنكره فهو عندهم ليس على شيء من العلم والدين، وعبدت الكواكب والنجوم، وصنف في ذلك مثل أبي معشر وصاحب السر المكتوم، وعظمت القبور، وبنيت عليها المساجد، وعبدت تلك الأضرحة والمشاهد، وجعلت لها الأعياد الزمانية والمكانية، وصرفت لها العبادات المالية والبدنية، ونحرت لها النحائر والقرابين، وطاف بها الفوج بعد الفوج من الزائرين والسائلين، وحلقت لأربابها رؤس الوافدين، واستبيح فيها ما اتفقت على تحريمه جميع الشرائع والنبوات، وكثر المكاء والتصدية بتلك الفجاج والعرصات، وبارزوا بتلك القبائح العظام رب الأرض والسموات، وصنف في استحبابه بعض شيوخهم، كابن المفيد، وظنه الأكثر من دين الإسلام والتوحيد١.

وأصبح الناس في كل البلاد الإسلامية فضلاً عن نجد أمكنه خاصة يقدسونها ويحجون إليها، ويطلبون منها ويستغيثون بها ويذبحون لها، ويعكفون عليها، كما في مصر والشام والعراق، ودول المغرب العربي، وآسيا وأفريقيا، وقد أدرك الشيخ المجاهد والإمام المجدد أن إيمانه يفرض عليه أن لا يستكين، وقد أنس من قلبه قوة الاستجابة لدواعي الهدى، ودين الحق، وعليه أن يحيا بالإسلام وللإسلام، ويعري تجار الأباطيل والدجل والاستغلال، وليخط لنفسه نهجاً يلتمس به مثوبة الله عز وجل، ولئن كانت الأوهام والخرافات تغري البعض، فإن الإيمان الصادق بالله عز وجل يجعل أهله راسخين أقوياء، قال تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا


١ منهاج التأسيس عبد اللطيف عبد الله، نقلاً من غاية الأماني في الرد على النبهاني –الألوسي.

<<  <   >  >>