للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً. إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً} (الفرقان:٤١-٤٢) .

فلا بد إذن من البراءة الحاسمة الجازمة من جميع المعبودات الباطلة، ففي تجربة إبراهيم الخليل مع قومه درس كبير وأسوة حسنة لكل مسلم إلى يوم الدين، قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} (الممتحنة:٤) .

وقام الشيخ رحمه الله تعالى يدعوا إلى الله وحده، ودخلت الدعوة المباركة مرحلة جديدة بمساعدة أمير العيينة عثمان بن حمد بن معمر، ونجح الشيخ في القضاء على بعض مراكز البدع، "تمثل ذلك في أمور ثلاثة":

١- هدم القباب المقامة على القبور، مثل قبر "زيد بن الخطاب"١، وفي الجبيلة٢، وقد بدأ الشيخ بنفسه في هدم القبة، ثم تبعه أصحابه فهدموها.

٢- قطع الأشجار التي يتبرك بها العامة، مثل شجرة "الذيب" في العيينة، قطعها الشيخ بنفسه، وشجرة "قريوه" في الدرعية.


١ هو زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي، صحابي جليل من شجعان العرب في الجاهلية والإسلام، أسلم في مكة قبل الهجرة، وشهد المشاهد كلها، ثم كانت راية المسلمين في يده يوم اليمامة فثبت إلى أن استشهد، وكان ذلك سنة ١٢هـ ٦٣٣م. انظر: الأعلام للزركلي ٣/٥٨.
٢ قرية دارت في المعركة الكبرى بين المسلمين والمرتدين من أهل اليمامة، وذلك سنة ١٣هـ، =واستشهد فيها عدد من الصحابة ودفنوا في ثراها، وقيل بنيت قبة على قبر زيد بن الخطاب رضي الله عنه فكان العامة يتبركون بها ويطوفون حولها حتى هدمها الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

<<  <   >  >>