للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتولى ابنه عبد العزيز١، وقد زاد المعارضون للدعوة من نشاطهم ضدها، والتحريض على قتالها، ودارت المعارك بين أنصار الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبين أهل الباطل، وتابع الأمير عبد العزيز أعماله الجهادية على رأس جيش الدعوة الإسلامية، إما بنفسه أو بقايدة ابنه سعود، وتعاقبت أيام المجد على ربى نجد، وتقدم الجيش سنة ١١٨٨ لغزو الدلم، ونازل قبائل وادي بني حنيفة قريباً من الخرج في قتال مرير، وانتقل من ضرمي إلى سدير والخرج والمجمعة، حتى إذا كانت سنة ١١٩٥ دخل قرية اليمامة، وفي سنة ١١٩٦ دخل القصيم، وفي سنة ١١٩٨ غزا جيش الدعوة إقليم الإحساء، وفي سنة ١١٩٩ عاد يغزو الخرج، ثم انطلق في سنة ١٢٠٢ إلى إقليم قطر في مقابل البحرين٢، وهكذا سيطرت جيوش التوحيد على نواح كثيرة من نجد، وكذلك عزا عبد العزيز جنوبي العراق، ودخل كربلاء (مدينة مقدسة عند الشيعة في البداية) وهدم قبر الحسين، وأخذ الكنور التي كانت عند الضريح، وهذا ما دعا إلى قدوم أحد المتعصبين من الشيعة٣ إلى الدرعية، وطعن عبد العزيز وهو يؤدي صلاة العصر عام ١٢١٨هـ، مما أدى إلى موته في مسجد الطريف في الدرعية وهو ساجد، وهذه وثيقة باللغة التركية عن مؤامرة والي بغداد بقتل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود.


١ هو عبد العزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، ولد بالدرعية سنة ١١٣٢هـ/١٧٢٠م، وتولى بعد وفاة والده سنة١١٧٩هـ، وفي عهده اتسع نطاق دولته، وامتد ملكه من شواطئ الفرات ووداي السرحان إلى رأس الخيمة وعمان، ومن الخليج العربي إلى أطراف الحجاز وعسير، اغتيل في جامع الدرعية على يد أحد الشيعة القادمين من العراق سنة ١٢١٨هـ-١٨٠٣م. انظر الأعلام للزركلي ٤/٢٧.
٢ راجع بتوسع محاضرات في تاريخ الدولة السعودية الأولى ص ١٦-٢٥.
٣ شبة جزيرة العرب –محمود شاكر ط (٣) ١٤٠١هـ ص ٢٠١-٢٠٢.

<<  <   >  >>