كتاب دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفية لا وهابية

الباب الثاني عشر: تأسيس الدولة السعودية الأولى - ص: 200

قبل أن يقتل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وحين بلغ سبعين عاماً ثقل جسمه وآثر الراحة فأخذ البيعة بولاية العهد لابنه سعود١ وسلمه مهام الدولة الناشئة عام ١٧٨٨م، فواصل الامتداد بنور الله عز وجل، واحتضن الدعوة ورنا إلى المستقبل، وكانت غزواته على نوعين، بعضها يستهدف ضم الأراضي تحت سلطته لتحصيل الضرائب ونشر العقيدة، كما حصل في نجد والإحساء وسواحل البحر الأحمر والحجاز، وبعضها الآخر كانت غارات لتأديب الخصوم فقط، كغزوات العراق والشام، ونريد أن نقف وقفة قصيرة في بلاد الحجاز، ونسأل لماذا تم الاستيلاء على الحجاز؟.

إن الاستيلاء على الحجاز من قبل جنود التوحيد لم يأت إلا بعد مباحثات ومناظرات، بل عملوا علاقات الود بين الأشراف ولكنهم لم يلمسوا عطفاً، بل شوهوا دعوة الإمام.

فكانوا يرسلون ضعاف العقول فيندسون بين الحجاج وبيكون وينوحون ويشقون الجيوب ويلطمون الخدود على الأضرحة والقباب التي هدمتها دعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب، فهذه أكبر دعاية لتشويه هذه الدعوة المباركة.

قال ابن غنام٢:

أرسل أبناء سعود بعض علمائهم إلى مكة مراراً لإقناع علمائهم بالدعوة السلفية التي أرسى أصولها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ولكن رغم اقتناع علماء

---

١ تولى سعود الإمامة بعد وفاة والده ودامت ولايته أحد عشر عاماً، حتى وفاته ١٨١٤- آل سعود ص ٦٢.
٢ حسين بن غنام، تلميذ الإمام ابن عبد الوهاب، وقد كلفه الشيخ بكتابه، توفي عام ١٢٢٣هـ (تاريخ نجد ٢/١٣١-١٤٥) .