فيصل بن تركي على كرسي حكم البلاد، وكان فيصل من ضمن من نقل إلى مصر وتربى فيها، ثم رجع إلى أبيه وتولى قيادة جيشه ومعاونته على تدبير شؤون الإمارة، والبر بوالده إلى أن قتل، فأخذ بثأره ممن دبر قتله وتولى الحكم محله، وما أن قبض على أزمة الأمور وأصبح أميراً على نجد والإحساء والقطيف، وبعض قرى الحجاز حتى قام يعمل على نشر الدعوة التي أخذ آل سعود على أنفسهم حمايتها ونصرتها، لتكون كلمة الله هي العليا.
فلما سمع والي مصر محمد علي باشا الألباني بتجدد الدعوة الإسلامية في نجد على يد فيصل بن تركي أيقن أنه لا سبيل إلى القضاء على هذه الدعوة إلا عن طريق قادتها، فاختار من بين المبعدين في مصر من آل سعود شاباً استصفاه ورباه في قصره على النعيم والترف، وملأت قلبه مباهج الحضارة الغربية الزائفة، حتى نسى ما في البداوة من معان سامية، وشمائل عالية توحي إلى النفوس معنى العزة والكرامة، وتذيقها لذة الحرية والاستقلال، وتشعرها بفوائد الإيمان والثقة بالله عز وجل، ذلك هو الأمير خالد أصغر أبناء سعود الكبير، وأخو الإمام عبد الله الذي استسلم لإبراهيم باشا في الحملة المصرية الأولى، وأعدم في استانبول.
وكان لخالد أنصاره الذين لم يرضوا عن انتقال الإمامة من أولاد سعود الكبير إلى أولاد عبد الله بن محمد، وكان له –أيضاً- مؤيده الذي أعده ليتولى الحكم في الجزيرة نيابة عنه، وهو محمد علي باشا الألباني الذي وثق بأنه لن يدعو بدعوة آبائه، عند ذلك أرسله إلى نجد ومعه جيش بقيادة إسماعيل، ثم تبعهما بعد ذلك عام ١٢٥٤هـ القائد العام خورشيد باشا، لانتزاع الحكم من يد فيضل بن تركي وتنصيبه بدلاً عنه. فسار الجيش –المذكور- حتى أشرف على الرياض، فلما سمع