واستمرت السيطرة العثمانية على المنطقة الشرقية إلى قبيل الحرب العالمية الأولى، وشهدت نجد خلال ولاية الإمام سعود كثيراً من المحن، فقد اجتاحتها مجاعة عامي ١٨٧١و ١٨٧٢م، فمن لم يمت بالسيف مات جوعاً، وكان الناس يأكلون جيف الحمير، ويحرقون جلود الماعز ويدقونها، بل كانوا يدقون حتى العظام، ويأكلون مسحوقها، وانفصل في تلك الأثناء جبل شمر والقصيم والإحساء عن سلطة آل سعود، وتعقدت الأحداث، ومات خلال ذلك الإمام الثاني عشر، سعود بن فيصل في الرياض سنة ١٨٧٥م، وكان أخوه ومنافسه عبد الله بن فيصل في الصحراء مع أخيه محمد، وبعض رؤساء القبائل، وكان في الرياض عبد الرحمن الابن الرابع لفيصل الذي أخذ الأمر بيده، وأعلن نفسه إماماً خلفاً لأخيه سعود، فأصبح الإمام الثالث عشر وآزره أولاد أخيه سعود ضد أخيه وعمهم عبد الله بن فيصل، ولم يطل الوقت حتى اختلف عبد الرحمن مع أولاد أخيه سعود، فترك الرياض وأصلح شأنه مع أخيه عبد الله بن فيصل، وأقر له بالإمامة فشكل الأخوة الثلاثة عبد الله ومحمد وعبد الرحمن أولاد الإمام فيصل جبهة موحدة ضد أولاد أخيهم سعود بن فيصل، وعاد عبد الله بن فيصل إماماً وهو الرابع عشر والأخير قبل سقوط الدولة السعودية الثانية١.
زخف الأخوة الثلاثة –عبد الله ومحمد وعبد الرحمن- على الرياض فتركها أولاد أخيهم سعود، واعتصموا بمنطقة الخرج، وبعد ثلاث سنوات زحفوا من الخرج على الرياض، وأسروا عمهم الإمام عبد الله، وكان هذا قد استنجد بمحمد بن رشيد شيخ شمر ضد أولاد أخيه، فهاجم ابن رشيد الرياض وداخل الدعوة