الإسلامية التي أسسها (الإمام والأمير) شيء من حب الانتصار للذات، أو تطلب الاحتفاظ في الحكم والسلطان مما هو خارج عن أساس الغاية التي كان يعمل لها الإمام محمد بن عبد الوهاب، والإمام محمد بن سعود الأول رحمهما الله تعالى، وبهجوم ابن رشيد على الرياض استطاع فك أسر الإمام عبد الله بن فيصل وأخذه معه إلى الحائل كضيف دائم سنة ١٨٨٩م، وسارعت القبائل النجدية بتقديم الطاعة لمحمد بن رشيد مع أنه لم يكن من رجال الدعوة الإسلامية في الجزيرة العربية، وإنما كان حليفاً للدولة العثمانية، ويستمد منها المال والسلاح، والجدير بالملاحظة أن آل رشيد استولوا على نجد، وقضوا على حكم آل سعود من دون معركة١، وكان من أهم أسباب نجاحهم النزاعات الداخلية والحروب الدامية بين أفراد العائلة الواحدة الطامعين بالإمامة، مما أضعف ولاء السكان للدعوة ورجالها.
وهكذا انتهت الدولة السعودية الثانية بعد وفاة الإمام عبد الله الفيصل في حائل، وانتقلت جذوتها إلى أخيه عبد الرحمن بن فيصل الذي عرف بالتقوى، والصلاح، ورأى أنه ليس من الصواب أن تراق دماء المسلمين في غير طاعة، فآثر الانزواء والهجرة بدينه في سبيل الله، فأخذ أسرته وأقاربه من الرياض وأرسلهم إلى البحرين، وظل منتقلاً في بعض المدن والأمصار يبحث عن مكان يصلح لأن يعد فيه العدة للعمل لما يرضي الله تعالى، حتى وقع اختياره على مدينة الكويت، فرحب به الأمير محمد بن صباح حاكم الكويت في ذلك الوقت، وأذن له بالإقامة عنده، وعين له مرتباً من الأرزاق، وبذلك خمدت الدعوة الإسلامية في جزيرة العرب، والتي رسم سبيلها الإمام محمد بن عبد الوهاب، ولكنها لم تخمد في