للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بينهم، وكان يقع بين الأخوة منهم من تنافس على الإمارة ما سالت فيه الدماء، ومع أفول نجم الدولة السعودية الثانية خبا وهج الدعوة الإسلامية، وضعف أثرها بضعف أهلها وتخاذلهم وإهمالهم لتعاليم الإسلام، وإذا أراد الله تعالى أمراً هيأ أسبابه، فقد رزق الإمام عبد الرحمن الفيصل بمولود فرح به كثيراً، أسماه عبد العزيز١، أملاً أن يقر الله تعالى به ويعلي كلمته، فلكل امرئ من اسمه نصيب٢، وأخذ يمرنه من طفولته على الفروسية وقيادة الجند من الأطفال، ويعوده على التقشف وخشونة البادية، وتحمل آلام الجوع والعطش والصبر على المكاره، ويشجعه على ارتياد الصحراء لتعلم الفروسية والرماية، وتعرف أحوال القبائل، وما أن بلغ الخامسة من عمره حتى عهد به والده إلى فقيه من فقهاء الخرج اسمه عبد الله الخرجي فعلمه القرآن الكريم، ليحكم بذلك الصلة بينه وبين مولاه، فلم يمض على ذلك أربع سنوات حتى ختم القرآن الكريم. ثم عهد به إلى فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف من آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فعلمه علوم الدين، ليتفقه فيها، [من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين] ، وفي هذه الأثناء كان والده يحرص على مرافقته له في مجالس الرجال، ويشركه معهم في الرأي، ليتعود على الصراحة في القول والجرأة على الكلام، بل ويصحبه معه في أكثر الغزوات، ويزجه معه للقتال في الساحات، وما أن اشتدت به الأيام واعتزل الإمام عبد الرحمن الحكم أرسله مع أسرته إلى البحرين فالإحساء فالكويت، وظل بها إلى أن التحق به فيها، ومن ذلك التاريخ أخذ الإمام عبد الرحمن يبث في نفس ابنه


١ ولد عبد العزيز بن عبد الرحمن ليلة عيد الأضحى، ١٠ من ذي الحجة سنة ١٢٩٩هـ، الموافق ٢١ أكتوبر سنة ١٨٨٠م.
٢ الإمام العادل –عبد الحميد الخطيب ص ١٨.

<<  <   >  >>