للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجلاً من أهله وأصحابه، يضرب بهم في مضارب الصحراء ويجتاز بهم دروباً موحشة غير مطروقة حتى لا يلقاه أحد من الرعاة أو السابلة فينكشف أمره وتحبط خطته، وما زال يدلج بالليل ويتخفي بالنهار حتى بلغ مشارف الرياض في مكان يقال له ضلع الشعب، وهناك أناخوا ركابهم وتركوا متاعهم، وسار في منتصف الليل أربعون رجلاً مشياً على الأقدام بقيادة زعيمهم الفتى عبد العزيز، وما أن بلغوا سور المدينة حتى ترك الفتى عبد العزيز١ من جماعته ثلاثين رجلاً تحت امرة أخيه محمد بن عبد الرحمن، ثم تقدم بالباقين فتسلق سور البلد وخف إلى دار مجاورة لقصر الأمير عجلان –عامل ابن رشيد- فطرق الباب. وأجابت امرأة من داخل الدار: من الطارق؟

قال: رجل من خدم الأمير عجلان يريد زوجك لغرض.

قالت: اذهب لا بارك الله فيك. ما جئت تبغي إلا النساء. وهل يطرق باب الناس في الليل إلا فاسد ...

قال: لا والله يا خاله، ما جئت لهذا، ولكن أخشى على زوجك من القتل غداً إذا لم يلب نداء الأمير حالاً، وكان زوجها قد استيقظ ففتح الباب ليرى جلية الأمر، وكان الفتى عبد العزيز يعرف الرجل وأهل بيته، فمنهن من كن في خدمة بيوت آل سعود، فما خرج الرجل حتى قبض عليه عبد العزيز وهدده بالقتل إن هو تكلم، ثم دخل البيت فلما رأته النسوة صحن: عمنا عبد العزيز! قال: اسكن ولا بأس عليكن، ثم أغلق عليهن الباب وتسلق الجدار ثم ذهب إلى القصر، وكان قد بعث


١ الإمام العادل –عبد الحميد الخطيب ص ٢٢.

<<  <   >  >>