للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومذهب السلف هو –كما قلنا- ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، وما كان عليه أعيان التابعين لهم بإحسان، وما كان عليه أتباعهم وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة وعرف عظيم شأنه بالدين وتلقى الناس كلامهم خلفاً عن سلف، كالأئمة الأربعة والسفيانيين والليث بن سعد وابن المبارك والنخعي والبخاري ومسلم وسائر أصحاب السنن دون من رمي ببدعة أو اشتهر بلقب غير مرضي، مثل: الخوارج والروافض والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة وسائر الفرق الضالة، والسلفية إذن تتمثل في توحيد الله سبحانه وتعالى وإفراده بالربوبية والألوهية، وإخلاص القول والعمل، والاتجاه به إليه سبحانه وتعالى وفق ما جاءت به الحنفية السمحاء والتي لا يقبل الله تعالى من أحد من عباده ديناً سواها، وهي العبودية الخالصة والتعبد لله وحده لا شريك له وفق ما جاء به نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد لازم الدعوة الإسلامية التي قام بها الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ما يلازم الدعوات الكبرى من نشاط فكري وحركي على الجانبين الإيجابي والسلبي١، ومن المؤشرات التي توزن بها ضخامة الدعوات الجديدة عنف حركة التأييد والمعارضة على السواء. ذلك لأن الدعوات الكبرى تفاجئ الناس عادة بغير ما عهدوا من مألوف المعتقدات والعادات فيتهيبها الناس في أول الأمر، ويستعظمون ما جاءت به، فإذا تدبرها بعض العقلاء واكتشفوا ما تنطوي عليه من الحق والخير تعصبوا لها تعصباً شديداً، ثم تجيء ردود الأفعال عن الذين يأكل قلوبهم الحسد على المكانة التي يحظى بها صاحب الدعوة بين أنصاره ومؤيديه، والزعماء الذين يتمسكون بالأمر الواقع الذي سودهم ولا يرحبون


١ من مقال للدكتور محمد محمد حسين أستاذ ورئيس قسم الأدب العربي بجامعة الإسكندرية رحمه الله تعالى.

<<  <   >  >>