للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القضية سبعين رجلاً. فقيل للجيلاني: كيف علمت أنه الشطان؟ قال بقوله لي: حللت لك ما حرمت على غيرك، وقد علمت أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم لا تنسخ ولا تبدل١..".

وهذه الحقيقة لم يفهمها المتصوفة الجهال فراحوا يحملون المفاهيم الدخيلة المتمثلة كما قلنا في نظريات وحدة الوجود٢ والحلول٣ والاتحاد والفناء٤ والتناسخ والإشراق٥ لزلزلة مفهوم التوحيد الخالص عند المسلمين، وخلق جو من الشكوك والريب والاستسلام للجبرية، وبذلك يعزلون المسلمين عن إسلامهم خدمة لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى واليونان والمجوس واليهود، وتحقيق رغبتهم في تحريف الإسلام وتدميره وإخراجه من حقيقته الأصلية انتصاراً للوثنيات التي هدمها القرآن الكريم، وكشف زيفها وأبرز فسادها، ولهذا كان المتصوفة الجهال يسيرون في ركاب أعداء الإسلام ويتعاونون معهم، ومن الأمور المشهورة عن احتلال فرنسا للقيروان في تونس أن رجلاً فرنسياً


١ قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص ٢٨.
٢ هو مذهب هندي برهمي، ويعني تأليه المخلوقات واعتبار الكون هو الله تعالى، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وهذا المذهب الفلسفي يتعارض مع الإسلام جملة وتفصيلاً، ويمثله في المتصوفة: محيي الدين ابن عربي، وتلميذه ابن سبعين، وعمر بن الفارض.
٣ ويزعمون أن الله يحل في الإنسان، وهي عقيدة نصرانية مارقة، ويمثلها الحلاج.
٤ وهي فكرة هندوسية، والتناسخ وهو فكرة فيثاغورثية انتقلت إلى الشيعة، ومنهم إلى المتصوفة، يقول الدباغ في "الإبريز":إن روح الولي تقدر على أن تتصور بصورة غير صورته ص ٢٠٤.
٥ الإشراق مذهب يوناني وثني ممزوج بالفلسفة الفارسية والمجوسية، وينسب إلى أفلاطون الذي يعبر عن الله بالنور، ويصف العالم بأنه أنوار مستمدة، وهو ما لم يقل به القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم. انظر كتابنا "ماذا تعرف عن الاستشراق"، الجزء الأول.

<<  <   >  >>