للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دخل في الإسلام وسمى نفسه سيدي أحمد الهادي، واجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل إلى درجة عالية، وعين إماما لمسجد كبير في القيروان، فلما اقترب الجنود الفرنسيون من المدينة استعد أهلها للدفاع عنها، وجاءوا يسألونه أن يستشير لهم ضريح شيخ في المسجد يعتقدون فيه، فدخل سيدي أحمد الضريح ثم خرج مهولاً لهم بما سينالهم من المصائب، وقال لهم بأن الشيخ ينصحكم بالتسليم، لأن وقوع البلاد صار محتماً، فاتبع القوم البسطاء قوله، ولم يدافعوا عن مدينة القيروان أقل دفاع، بل دخلها الفرنسيون آمنين في ٢٦ أكتوبر سنة ١٨٨١ ... "١، ولا شك أن المتصوفة الجهال يعارضون مفاهيم الإسلام الصحيحة وسماحتها الربانية إلى مفهوم الوثنيات والنحل والتعقيدات الباطنية، وذلك من نشأتهم إلى يومنا هذا، فتراهم يرقصون ويترنحون عند القبور، وفي الزوايا، وينسجون الأكاذيب من أخيلتهم الفاسدة، وفاتهم أن دين الله عز وجل لم يعرف الطلاسم والألغاز، ودولة الإسلام قامت على الوضوح والصراحة، والعجب أشد العجب أن الدول الظالمة كلما شنت حملات الإبادة على المسلمين الصالحين تقرب المتصوفين والجهال وتحتفل معهم بأنصابهم الوثنية، والتاريخ القريب خير شاهد، فلما ضرب المسلمون في مصر نشطت الطرق الصوفية كالرفاعية٢ والقادية والنقشبندية والسعدية والبيومية والخلوتية والبراهامية والختمية والأحمدية والشعيبة والشاذلية


١ التصوف في الإسلام د. عمر فروخ ص ١٠٩ نقلاً عن كتاب المسألة الشرقية –مصطفى كامل المصري.
٢ الرفاعية: ينتسبون إلى أحمد الرفاعي المدفون في العراق، والرفاعيون كثير منهم من ينتسب إلى أحمد الرفاعي المدفون في مصر، ومنهم من ينتسب إلى أحمد الرفاعي المدفون في العراق في مقاطعة الرفاعية، وينسب إليها حفيده يوسف سيد هاشم الرفاعي، وله حلقات ذكر في مجلسه، وهو الذي رد على ابن منيع وابن باز.

<<  <   >  >>