أما الدين فقد غشيته غاشية سوداء، فألبسوا الوحدانية التي عملها صاحب الرسالة سخفاً من الخرافات، وقشوراً من الصوفية، وخلت المساجد من أرباب الصلوات، وكثر عدد الأدعياء الجهلاء، وطوائف الفقراء والمساكين، يخرجون من مكان إلى مكان يحملون في أعناقهم التمائم والتعاويذ والسبحات، ويوهمون الناس بالباطل ويرغبونهم في الحج إلى قبور الأولياء، ويزينون للناس التماس الشفاعة من دفناء القبور.
وغابت عن الناس فضائل القرآن، فصار يشرب الخمر والأفيون في كل مكان، وانتشرت الرذائل وهتك ستر المحرمات على غير خشية ولا استحياء، إلى أن قال: فلو عاد صاحب الرسالة إلى الأرض في ذلك العصر، ورأى من كان يدعي الإسلام لغضب، وأطلق اللعنة على من استحقها من المسلمين كما يلعن المرتدون عبدة الأوثان.
أما في اليمن: فهناك قبور ينسبونها إلى الأولياء، ويحجون إليها، مثل قبر الحاوي والبرعي، وابن علوان والأهدل وغيرهم.
وفي العراق: أمرّ وأدهى، حيث تجد الشرك عند القبور: الإمام أبي حنيفة، والكرخي وعتبات كربلاء (؟) والقبر المزعوم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فتراهم يتوجهون إليهم بالعبادة والدعاء والذبح والاستغاثة، وطلب الحاجات ولطم الخدود وشق الجيوب.
تقول جريد السياسة الكويتية في عددها (٦٧١٤) ١٩ شعبان ١٤٠٧هـ بمناسية اليوم الخامس عشر من شعبان، الذي هو يوم النسخة، حيث يحتفل