مقصدنا الذي نبتغيه، ويكفينا أن نعلم أن بطولات المسلمين من العلماء العاملين والأمراء المخلصين، كانت تسير جنباً إلى جنب في بناء الحياة الإسلامية ببذل الجهود في تحصين المسلمين، وتأمين الحدود، مع إثارة روح العمل الصالح والتنافس في مجالات العلم والعمل والجهاد، وقد ظل الإسلام حافلاً بالمسلمين وقادتهم من العلماء والأمراء الذين يحملون اللواء، ويحمون معاقل هذا الدين، وهكذا يتوالى ظهروهم فترة بعد فترة، ويخرجون من قبل مجتمعهم ليصدوا عنه فنتة جديدة، ويظهروا الإسلام في صورته البيضاء الجامعة الحقيقية، ويعدوا العدة لصون العقيدة الإسلامية والمفاهيم الإيمانية، ولولا الله جل شأنه ثم هؤلاء الرجال الأوفياء الذي أعدهم الله تعالى لخدمة دينه، ووفقهم للقيام في وجه المنكر بأي لو كان، لما عاش المسلمون مبيضي الوجوه، ولما ورثوا الدين نقياً طاهراً من رواسب الجاهليات والأنانيات، ولذلك فإن كل مسلم موحد مدين لهم في إيمانه وعقيدته، وفي صفاء أفكاره، وإن لهم علينا منة كبيرة فيما نعيش فيه من طاعة وسعادة، وما نتمتع به من تاريخ زاهر للمآثر والبطولات والجهاد.
ومن ثم فإن لهؤلاء الأئمة الأعلام وشيوخ الإسلام حقاً كبيراً على كل مسلم معاصر، وعلى الأجيال المتلاحقة التي حظيت بنعمة الدين الخالص والعقيدة الصافية، وإن أداء هذا الحق والوفاء بواجب الشكر لا يتم إلا بالمحافظة على الإسلام الذي جاهدوا من أجله بإحياء سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والتركيز على بناء أنفسنا وأجيالنا على هدي من الكتاب والسنة، لنقدم للعالم نموذجاً حياً للمسلم الذي يتمثل فيه الإسلام كاملاً، وعندها تعود أمتنا كما أراد الله تعالى.