للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها توجه الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى "البصرة"، وهناك درس على الشيخ محمد المجموعي الفقه والحديث واللغة، ولازم صحبته، وبعد ذلك قفل راجعاً بعد أن فتحت هذه الرحلات تفكيره، ووسعت مداركه وعلومه، وزادته اطلاعاً على الفساد السياسي والديني الذي يعيشه العالم الإسلامي، حينذاك عاد إلى بلاده وكله عزيمة وأمل بأن يميط هذا الفساد بقدر ما يسعه جهده، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" ١.

وآب الشيخ من رحلته الطويلة وراء العلم والتحصيل متوجهاً إلى "حريملاء" التي انتقل إليها والده عبد الوهاب رحمه الله تعالى من العيينة في سنة ١١٣٩هـ، الموافقة ١٧٣٦م. بعد عزله عن قضاء العيينة.

قال ابن بشر:

"فلما وصلها جلس يقرأ فيها عند عالم جليل من أهل "المجموعة"٢ في مدرسة فيها، ذكر لي أن اسمه: "محمد المجموعي" فأقام مدة يقرأ عليه وينكر أشياء من الشركيات والبدع، وأعلن بالإنكار واستحسن شيخه قوله، وقرر له التوحيد، وانتفع به٣.

فلما أنكر الشيخ لهذه الشركيات والعادات السيئة: آذاه أهل "البصرة" هو وشيخه "المجموعي" وأخرجوه من البصرة.


١ رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والدارمي ومالك.
٢ المجموعة قرية من قرى البصرة التابعة للعراق.
٣ عنوان المجد في تاريخ نجد ج١ ص١٦.

<<  <   >  >>