للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى البلدان المجاورة طلباً للعلم والزيادة فيه، كعادة السلف الصالح، فبدأ بحج بيت الله الحرام للمرة الثانية، ثم توجه من مكة إلى المدينة -على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- وأقام فيها حيناً آخذ فيها العلم عن الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي١، أحد العلماء المشهورين من "المجمعة"، ولازمه في "المدينة" تعرف على الشيخ محمد حياة السندي٢، وكان من أساتذة الحديث المعتمدين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ عنه الحديث وعلومه.

وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب وافقاً عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى أناس يدعون ويستغيثون عند قبره صلى الله عليه وسلم، إذ مر به الشيخ السندي، فسأله عن رأيه فيهم، فقال: إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون٣.

وقد ذكر ابن بشر: أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب [قال] : كنت عنده يوماً فقال لي: أتريد أن أريك سلاحاً أعددته للمجمعة؟ قلت: نعم، فأدخلني منزلاً فيه كتب كثيرة، فقال: هذا الذي أعددنا لها٤.


١ هو الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف بن عبد الله الشمري نسبة إلى قبيلة شمر، انتقل مع والده من بلدة المجمعة المعروفة بناحية سدير بنجد، إلى المدينة المنورة، وقرأ على علمائها، ثم جلس في المدينة لطلاب العلم، فأخذ عنه العلم في المدينة خلق كثير من ضمنهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وبقي الشيخ عبد الله في المدينة حتى توفي بها. وقد ولد له في المدينة ابنه الفردي الشهير إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن سيف مؤلف كتاب "العذب الفائض في علم الفرائض". (انظر: عثمان بن بشر –ج١ ص٣٥) .
٢ هو الشيخ العلامة المحدث محمد حياة بن إبراهيم السندي، الحنفي، محدث فقهي، أصولي، مفسر ولد بالسند، ونشأ بها، وتوفي بالمدينة سنة ١١٦٣هـ/١٧٥٠م. من تصانيفه: شرح الترغيب والترهيب للمنذري في مجلدين، شرح الأربعين النووية، مختصر الزواجر لابن حجر المكي، تحفة الأنام في العمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، إرشاد النقاد إلى تيسيير الاجتهاد. (انظر: الأعلام خير الدين الزركلي/ ج٦ ص١١١، ومعجم المؤلفين لرضا كحالة –ج٩ ص٢٧٥ –دار إحياء التراث العربي.
٣ انظر: ابن بشر ج١ ص ٣٥.
٤ انظر: نفس المصدر.

<<  <   >  >>