لقد كانت البيئة التي نشأ فيها الفتى محمد بن عبد الوهاب بيئة علمية دينية صالحة، وقد تلقى علمه في البداية على يد والده عبد الوهاب حيث درس عليه كتب الفقه الحنبلي.
قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن:
"وأخذ محمد بن عبد الوهاب الفقه عن أبيه عن جده مفتي الديار النجدية في وقته، وسنده المتصل بأئمة المذهب إلى الإمام أحمد معروف مقرر عندهم"١.
ثم أخذ يزيد في معلوماته بالقراءة الخاصة، حيث أخذ يقرأ في كتاب التفسير والحديث والأصول، وقد ساعده حبه للقراءة وشغفه بها على الاطلاع على كل ما يقع في يده من كتب الدين، وخاصة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، فاهتم الشيخ بقراءة كتبهما بعناية خاصة، واعتد بأقوالهما، وتأثر بأفكارهما، واستنار بآرائهما، فكان لذلك أثر كبير في تصحيح عقيدته وتوجيه حياته، ومنهج دعوته.
ولقد وهب الله ابن عبد الوهاب قلباً واعياً، وأذناً سمعية، وعقلاً نيراً، وكان رحمه الله تعالى مرهف الحس، شديد التأثر، يتألم جداً لما يرى حوله من الحالة السيئة للقرى والمدن في نجد على وجه الخصوص، وكان أكثر العلماء في عالم الإسلام في حالة لا ترضى، فضلاً عن العوام.
لقد أخذ الشيخ عن والده كل ما كان يستطيع، وبعد ذلك عزم على الارتحال
١ مجموعة الرسائل النجدية ج ٢ ص ٣٧٩ مطبعة المنار –مصر.