في شهر ذي الحجة ١٣٩٣ هـ لنقل كتاب " تقوية الإيمان " للإمام المجاهد، الداعي إلى اللَّه، الشهيد في سبيل اللَّه، الشيخ إسماعيل بن عبد الغني بن أحمد ولي اللَّه بن عبد الرحيم العمري الدهلوي " ش ١٢٤٦ هـ "، فإنه كتاب أصبح شعارًا وعلمًا للدعوة إلى التوحيد، وبيان الحق الصريح، وقد نفع اللَّه به خلائق في شبه القارة الهندية لا يحصيهم إلا من أحصى رمل عالج وحصى البطحاء.
وقد صدر هذا الكتاب عن قلب جريح متقطع بمشاهدة ما كان عليه المسلمون من بعدٍ عن التعاليم الإسلامية، وخضوع للوثنية الهندية، وتمسك بالعادات الجاهلية، وقد زاد في تأثيره وقبوله، دموع عين باكية على الإسلام، ودم زكي أريق في سبيل إحياء هذا الدين، وتنقيته من الجاهلية، وتأسيس حكومة شرعية تقوم على منهاج الكتاب والسنة، ويكون الدين كله لله.
وقد قرن رحمه اللَّه الدعاء بالدعوة، والجهد بالجهاد، والشهادة للحق بالشهادة في الحق، وذلك لباب التوحيد، وغاية الْإخلاص، وكمال الصدق، وتمام الوفاء، وصدق اللَّه العظيم:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب: ٢٣] ، فكان لكتابه من القبول والتأثير، والذيوع والانتشار، ما لا يكون إلا لكتابات كبار المخلصين، والعلماء العاملين، والدعاة المجددين.
وسر قوة الكتاب في صراحته وتشخيصه للأدواء، ومظاهر الشرك، ومواضع الانزلاق، وأنه يضرب على الوتر الحساس، ويصيب ضعف الاعتقاد، وما فتن به المسلمون في العهد الأخير، من الغلو والتقديس والتعظيم، وتقليد الأمم الوثنية، والعادات الجاهلية، في صميمه، وقد اعتاد الناس أن لا يفزعوا للمواعظ والخطب