للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مخلوقا بذلك تحقق عليه الشرك، ولا طريق للعباد للاهتداء إلى شريعة اللَّه وأحكامه إلا الرسول، فمن آثر كلام إمام أو مجتهد، أو " غوت " أو " قطب " (١) ، أو عالم أو شيخ، أو أب أو جد، أو ملك أو وزير، أو قس أو سادن، وطريقتهم على قول الرسول (٢) ، واحتج بقول شيخ أو أستاذ معارضا لآية أو حديث، أو اعتقد عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه هو الشارع الأصلي، وأنه كان يتكلم عن الهوى، وما توحي إليه نفسه، فيفرض ذلك على أمته، فقد أشرك، إن الحكم إلا لله، والرسول هو المخبر الصادق، فما وافق إخباره من كلام الناس قبل، وما خالفه رُدَّ.

غاية التعظيم في التذلل والخشوع من حق اللَّه تعالى:

أخرج الترمذي عن معاوية قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «من سره أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار» .


(١) على تعبير الناس وتسميتهم.
(٢) لأن المقصود هو اتباع اللَّه ورسوله، والعلماء المجتهدون وأئمة المذاهب شراح لكلام اللَّه ورسوله، يشرحون الغامض، ويقربون البعيد، ويميزون بين الصحيح والضعيف والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفصل، ويكفون من لم توفر عنده شروط الاجتهاد والترجيح، وصلاحية النقد والتنقيح، أو لمن بعد زمانه، مؤنة البحث والتحقيق، فمن أخذ بقولهم أخذ به كقول شارح ومعلم، وصاحب اختصاص في الفن، وتكليف العامي بالاجتهاد والتحقيق تكليف بما لا يطاق، أما من آثر قول مجتهد على النصوص الشرعية لمجرد هوى أو عصبية، أو حمية جاهلية، كان تابعا لهواه غير متبع سبيل المؤمنين.

<<  <   >  >>