اعلم أن هنالك أنواعا من الذنوب والآثام، يقترفها الناس إذا جمحت بهم النفوس، وغلبهم الهوى، فمنهم من لا يميز بين حلال وحرام، ومنهم من يقترف سرقة، أو عملا من أعمال الفسوق، أو يترك الصلاة والصيام، أو لا يأتي بما فرض اللَّه عليه من حقوق الأهل والعيال، أو يسيء إلى والديه، ويغلظ القول لهما، ولكن الذي تورط في الشرك فقد أسرف، وظلم نفسه ظلما مبينا، لأنه قد جنى جناية لا يغفرها اللَّه، أما الذنوب والآثام الأخرى، فربما يغفرها اللَّه، ويتجاوز عنها، ولكن الشرك، لا بد أن يوفى حسابه.