أن اللَّه سبحانه وتعالى قد أذن للأولياء أن يغيروا قضاء اللَّه وقدره، فرب رجل لم يرزقه اللَّه ولدا، يرزقه هؤلاء الأولياء أولادا، ورب رجل انتهى أجله، وحضرته الوفاة، زادوا في عمره؟ وهذا كله باطل، إن الحقيقة أن اللَّه قد يقبل دعاء عبده، وقد لا يقبل، ويمتاز الأنبياء والأولياء عن عامة الناس بأن أكثر دعواتهم مقبولة، وهم مستجابو الدعاء، ولكن التوفيق بيد اللَّه فيلهمهم الدعاء ويتقبل منهم، والدعاء والاستجابة كلاهما مقدران، قد جرى بهما قلم القضاء، ولا يقع في العالم شيء إلا ومضى به علم اللَّه، وجرى به القلم، فلا يخرج شيء من دائرة القضاء والقدر، ولا يقدر أحد على عمل إلا ما قدر في علم اللَّه، ولا يملك نبي أو ولي، إلا أن يسأل اللَّه ويدعوه، لا حيلة له ولا سبيل إلا هذا السؤال والدعاء، وإذا شاء أجاب سؤله، وقضى حاجته، وإذا شاء منعه لحكمة يعلمها.
من المشاهد أن الإنسان إذا تعلق قلبه بشيء واستحوذ عليه، أو ألمت به ملمة فلم تنفرج، تشتت فكره، وذهب في طلب الغوث كل مذهب، وهام في كل واد، وقد تسول له نفسه أن يستصرخ النبي الفلاني، وقد تزين له أن ينادي فلانا من الأئمة، وقد يجول بخاطره أن ينذر لفلان من المشايخ، وكذا من الشهداء، أو يخضع لجنية فلانية، أو يرجع إلى المنجم الفلاني، أو الرمال الفلاني، وقد تحدثه نفسه بأن يراجع سادنا، أو إماما من أئمة المساجد الذين اتخذوا هذه