يقول بعض العامة: إن الأنبياء، والأولياء، والأئمة، والشهداء يقدرون على التصرف في العالم، ولكنهم راضون بقضاء اللَّه وقدره، قد أدبوا نفوسهم وألجموها، فتواضعوا لعظمة اللَّه تعالى، وإلا إذا شاءوا قلبوا هذا العالم رأسا على عقب، ولكنهم أمسكوا عن ذلك تعظيما للشرع، وأدبا معه، وقد نفت هذه الآية هذا الزعم، فبينت عجزهم وضعفهم، وأنهم لا يملكون للناس رزقا من السماوات والأرض، فليس لهم سلطان على الأمطار، ولا على السحاب والريح، وليس لهم سلطان على الأرض فتخرج زهرتها، وتلفظ خزائنها، وإن كل ذلك في قدرة اللَّه وقبضته.