وقد دل هذا الحديث على أن اللَّه تعالى لا يقبل عملا أشرك فيه معه غيره، فلا يقبل عبادة المشرك بل يتبرأ منها، وليس شأنه شأن الذين يأخذون نصيبهم من الشيء المشترك بينهم وبين غيرهم، فإنه أغنى من كل غني، وأغير من كل غيور، فلا يقبل إلا خالصا مخلصا، ليس لأحد فيه سهم أو نصيب.
[عهد سبق في عالم الأرواح]
أخرج أحمد عن أبي بن كعب رضي اللَّه عنه في تفسير قول اللَّه عز وجل.
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}[الأعراف: ١٧٢] ، قال جمعهم فجعلهم أزواجا، صورهم، فاستنطقهم، فتكلموا، ثم أخذ عليهم العهد والميثاق، " وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى قال فإني أشهد عليكم السماوات السبع، والأرضين السبع، وأشهد عليكم أباكم آدم {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري، ولا رب غيري، ولا تشركوا بي شيئا، إني سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي، وأنزل عليكم كتبي، قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا، لا رب لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك.