للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد فسر أبي بن كعب رضي اللَّه عنه الآية تفسيرا واضحا، وذكر أن اللَّه سبحانه وتعالى قد صنف أولاد آدم أصنافا، فكانت طائفة من الأنبياء، وطائفة من الأولياء، وطائفة من الشهداء، وطائفة من الصلحاء، وطائفة من المطيعين، وطائفة من العصاة والفاسقين، وطائفة من الكفار كاليهود والنصارى، والمجوس والمشركين، وأبرز هذه الطوائف في الصور والأجسام التي أراد خلقها، منها الوسيم ومنها الدميم، ومنها الأصم، ومنها الأعور، ومنها الأعمى، ثم وهبها النطق، ثم قال لها: ألست بربكم؟ فأقرت جميعا، وقالت: بلى! أنت ربنا، ثم أخذ منها العهد والميثاق، أن لا تشرك في ملكه وحكمه أحدا، وأن لا تتخذ غيره ربا وإلها، فقبلته جميعا وأعطت العهد والميثاق، وأشهد اللَّه على ذلك السماوات والأرض وأباهم آدم، وقال: سيبعث الأنبياء ليذكروا بهذا العهد والميثاق، وسيحملون الكتب السماوية، وأقرت كل طائفة على حدة بالتوحيد، وتبرأت من الشرك، فظهر من ذلك أنه لا مسوغ للاحتجاج بكلام عالم أو شيخ، أو كلام آباء وأجداد، أو ملوك وسلاطين.

وإن قال قائل: لقد نسينا في هذه الحياة كل ما جرى في عالم الأرواح، فلا معول على شيء منسي، ولا يصح الاحتجاج به، وهذا

<<  <   >  >>