[الحث على إظهار شعار التوحيد في الأسماء والتحذير من الكلام الموهم]
أخرج مسلم عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «إن أحب أسمائكم عبد اللَّه وعبد الرحمن» .
ويدل هذا الحديث على أن أحب الأسماء إلى اللَّه ما دلت دلالة واضحة على عبودية العبد وذله، وعجزه أمام اللَّه، وما كانت شعارا وعلما للتوحيد، ومنها الأسماء التي ذكرت في هذا الحديث كنموذج، ويدخل فيها أسماء أخرى كعبد القدوس، وعبد الجليل، وعبد الخالق، وهبة اللَّه، وعطاء اللَّه، وجاد المولى وغيره (١) .
أخرج أبو داود والنسائي عن شريح بن هانئ عن أبيه، «أنه لما وفد إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال:" إن اللَّه هو الحكم وإليه الحكم فلم تكنى أبا الحكم» .
وقد دل هذا الحديث على أن الكلمة التي لا تليق إلا بالله تعالى، والصفة التي هي خاصة به، لا يجوز أن يوصف بها غيره كـ " ملك الملوك " و " ملك العالم " و " يفعل ما يشاء " و " أحكم الحاكمين "
(١) ذكر المؤلف هنا أسماء هندية ترجمتها بالعربية كما ذكرنا، والمقصود منها الأسماء التي أضيفت إلى اللَّه خصوصا الأسماء الحسنى التي لا تطلق على غير اللَّه.