للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و" روح القدس " (١) ، أو " الروح الأمين " (٢) ، ولكن السيد هو السيد، والعبد هو العبد، ولا يستطيع عبد أن يتخطى العبودية، ويتعالى على ما قدر له، ووسم به من ذل الرق، وسيما العبودية، فكما أنه يخضع لسيده طائعا مسرورا، وهو يعطف عليه، ويغمره برحمته، كذلك ينخلع قلبه، وتنفطر مرارة كبده من هيبته وجلاله.

[الشفاعة الثابتة في الإسلام]

والنوع الثالث: أن السارق تحققت عليه الجريمة، ولكنه لم يتخذ السرقة ديدنا وحرفة، ولكنه ارتكب هذه الجريمة بنزوة من نزوات النفس، فهو نادم على فعلته، وهو وجل خجل يجل قانون ملكه، ويعتبر نفسه مخطئا يستحق العقوبة، إنه لا يلوذ بكنف أمير أو وزير هربا من الملك، ولا يدل بنصرة أحد، ولا يعتمد عليها، إن عينه شاخصة إلى الملك، وإن آماله منوطة به لا غير، يتطلع إلى ما يصدر من الملك في أمره، وإلى ما يأمر به، فلما رآه الملك بهذه الحال من القلق، وانقطاع الآمال، والتقلب بين الخوف والرجاء رق له قلبه، ورثى لحاله، ولكنه يعرف أنه إذا صفح عن جريمته من غير سبب، تطرق الوهن إلى قانونه، ونظام مملكته، واستخف الناس بهذا القانون، وزالت عنهم مهابته، فأوعز إلى أمير أو وزير فقام بشفاعته عنده، وأبدى الملك أنه يريد أن يكرم هذا الأمير بقبول شفاعته، فعفا عن هذا السارق وبشفاعة الأمير، والظاهر أن هذا الأمير لم يشفع لهذا السارق، لأنه يتصل به بنسب أو صداقة، أو أنه


(١) قال اللَّه تعالى في سورة التكوير: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وقد ذهب المفسرون إلى أن المراد به جبريل عليه السلام، وقال في سورة الشعراء: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ وقال في سورة البقرة: وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وقال في سورة المائدة: إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ والمراد بكل ذلك جبريل.
(٢) قال اللَّه تعالى في سورة التكوير: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وقد ذهب المفسرون إلى أن المراد به جبريل عليه السلام، وقال في سورة الشعراء: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ وقال في سورة البقرة: وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وقال في سورة المائدة: إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ والمراد بكل ذلك جبريل.

<<  <   >  >>