للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بيد أن أول كتاب وضع لشرح الإعجاز وبسط القول فيه على طريقتهم في التأليف إنما هو كتاب "إعجاز القرآن" لأبى عبد الله محمد بن يزيد الواسطي المتوفى سنة ٣٠٦ وهو كتاب شرحه عبد القادر الجرجاني شرحا كبيرا سماه المعتضد وشرحا آخر أصغر منه (١) .

ويرجح الرافعي كون الواسطي بنى على ما ابتدأه الجاحظ كما بنى عبد القادر في (دلائل الإعجاز) على الواسطي.

ثم وضع المعتزلي أبو الحسن على بن عيسى الرماني (٢) . المتوفى سنة ٣٨٦ كتابه " النكت في إعجاز القرآن " فرفع بذلك درجة ثالثة.

وجاء القاضي أبو بكر الباقلاني المتوفى سنة ٤٠٣ هـ فوضع كتابه "إعجاز القرآن" الذي أجمع المتأخرون من بعده على أنه باب في الإعجاز على حدة (٣) والغريب أنه لم يذكر فيه كتاب الواسطي ولا كتاب الرماني، ولا كتاب الخطابي الذي كان يعاصره، وأو ما إلى كتاب الجاحظ بكلمتين لا خير فيهما (٤) .

والخطابي الأديب اللغوي المحدث أبو سيلمان حمد بن محمد بن إبراهيم البستى، ولد في رجب ٣١٩ هـ وتوفي في ٣٨٨هـ ألف كتابه بيان "إعجاز القرآن" فأفاد فيه وأجاد. وكما لم يذكره الباقلاني لم يذكر هو كذلك من سبقه ولا من عاصره (٥) .


(١) تاريخ آداب العرب جـ٢ صـ١٥٢ الرافعي.
(٢) ثلاث رسائل في إعجاز القرآن صـ١٠.
(٣) من يطالع الكتاب يجده خير شاهد على صحة هذا الإجماع على ما أجمع.
(٤) تاريخ آداب العرب جـ٢ صـ١٥٢.
(٥) ثلاث رسائل في إعجاز القرآن صـ٨،٩.

<<  <   >  >>