للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معنى قائم بالذات والحروف والأصوات عبارات ودلالات على الكلام القديم القائم بالذات.

فحصل في قلبي شيء من ذلك حتى صرت أقول بقولهم موافقة.

وكنت إذا صليت أدعو الله تعالى أن يوفقني لأحب المذاهب والاعتقادات إليه فبقيت على ذلك مدة طويلة أقول: اللهم وفقني لأحب المذاهب إليك وأقربها عندك.

فلما كان في أول ليلة من رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة رأيت في المنام كأني قد جئت إلى مسجد الشيخ أبي منصور محمد بن أحمد المقرىء الخياط في مسجد ابن جردة والناس على باب المسجد مجتمعون وهم يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم عند الشيخ أبي منصور.

فدخلت المسجد وقصدت إلى الزاوية التي كان يجلس فيها الشيخ أبو منصور فرأيت الشيخ أبا منصور قد خرج من زاويته وجلس بين يدي شخص فما رأيت شخصا أحسن منه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي وصف لنا وعليه ثياب ما رأيت أشد بياضا منها وعلى رأسه عمامة بيضاء والشيخ أبو منصور مقبل عليه بوجهه.

فدخلت فسلمت فرد علي السلام ولم أتحقق من الراد علي لدهشتي برؤية النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجلست بين أيديهما.

فالتفت إلي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من غير أن أسأله عن شيء أو أستفتحه بكلام أصلا وقال لي: "عليك بمذهب هذا الشيخ عليك بمذهب هذا الشيخ عليك بمذهب هذا الشيخ ثلاثا".

قال: الحافظ أبو الفضل وأنا أقسم بالله ثلاثا وأشهد بالله ثلاثا لقد قال لي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ثلاثا ويشير في كل مرة بيده اليمنى إلى الشيخ أبي منصور قال: فانتبهت وأعضائي ترعد فناديت والدتي رابعة بنت الشيخ أبي حكيم الخبري وحكيت لها ما رأيت.

فقالت: يا بني! هذا منام وحي فاعتمد عليه.

فلما أصبحت بكرت إلى الصلاة خلف الشيخ أبي منصور فلما صلينا الصبح قصصت عليه المنام فدمعت عيناه وخشع قلبه وقال لي: يا بني! مذهب الشافعي حسن فتكون على مذهب الشافعي في الفروع وعلى مذهب أحمد وأصحاب الحديث في الأصول.

<<  <   >  >>