فقلت له: أي سيدي! ما أريد أن أكون لونين! وأنا أشهد الله وملائكته وأنبياءه وأشهدك علي أني منذ اليوم لا أعتقد ولا أدين الله ولا أعتمد إلا على مذهب أحمد في الأصول والفروع.
فقبل الشيخ أبو منصور رأسي وقال: وفقك الله فقبلت يده.
وقال لي الشيخ أبو منصور: أنا كنت في ابتداء أمري شافعيا وكنت أتفقه على القاضي الإمام أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأسمع الخلاف عليه.
فحضرت يوما عند الشيخ أبي الحسن علي بن عمر القزويني الزاهد الصالح لأقرأ عليه القرآن فابتدأت أقرأ عليه القرآن فقطع علي القراءة مرة أو مرتين ثم قال: قالوا وقلنا وقلنا وقالوا! فلا نحن نرجع إليهم ولا هم يرجعون إلى قولنا ورجعنا إلى عاداتنا فأي فائدة في هذا؟ ثم كرر علي هذا الكلام.
فقلت في نفسي: والله ما عنى الشيخ بهذا أحدا غيري فتركت الاشتغال بالخلاف وقرأت مختصر أبي القاسم الخرقي على رجل كان يقرىء القرآن.
قال الحافظ: ورأيت بعد ذلك ما زادني يقينا وعلمت أن ذلك تثبيت من الله لي وتعليم لأعرف حق نعمة الله علي وأشكره إذ أنقذني من اعتقاد البدعة إلى اعتقاد السنة والله المسؤول الخاتمة بالموت على الإسلام والسنة.