خامساً: الصياغة النهائية للبحث كانت صياغة تاريخية، معتمدة على الروايات المدروسة، ومطعمة بالتحليل المناسب المقتبس من بعض المراجع الحديثة، أو المصاغ بأسلوب الباحث الخاص، وقد حاول الباحث استيعاب معظم المرويات التي تمَّ دراستها باعتبارها الهيكل والأساس الذي بنيت عليه هذه الرسالة، معتمداً الأصحّ منها تاركاً الروايات المتشابهة، والشواهد، والمتابعات، التي أشار إليها في الحواشي في أثناء التخريج.
ومكمِّلاً ببعض الروايات الأخرى التي قد تكون ضعيفة من الناحية الحديثية، ولكننا نحتاج إليها لتكملة إطار الحادثة التاريخية.
وربما كانت بعض السرايا تعتمد اعتماداً كليّاً على هذه الروايات الضعيفة، لعدم وجود غيرها يمكن الاعتماد عليه، مع ملاحظة أنّه لا يمكن الاعتماد على تلك الروايات إذا كان هنالك أمر يتعلَّق بالعقيدة والشريعة.
وربما قطّع الباحث متن الرواية الواحدة في أماكن مختلفة حسب سير الأحداث، مؤلّفاً بينه وبين متن رواية أخرى، وذلك في محاولة لإعطاء أفضل صورة تاريخية للحدث.
لقد حاول الباحث في هذه الدراسة أن يجمع بين الروايات المتعددة لحوادث السرايا والبعوث المختلفة والمتناثرة بين طيات المصادر المختلفة من كتب حديث، ومغازي، ودلائل، ورجال، وغيرها، ألّف بينها - قدر المستطاع - وحسبما أدّاه اجتهاده المتواضع