إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضْلِل فلا هاديَ له.
وأشهد ألاّ إله إلاّ الله - وحده لا شريك له ـ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد ...
فيقول الله - تبارك وتعالى ـ:{لَئِنْ شَكَرْتُم لأَزِيدَنَّكُم} . [سورة إبراهيم، الآية: ٧] فمن هذا المنطلق فإنه لا يسعني - بعد أن منّ الله عليَّ وتفضّل تبارك وتعالى من إتمام هذا العمل الذي أرجو أن يكون خالصاً لوجهه الكريم - سبحانه وتعالى ـ، وأن يكون في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون - إلاّ أن أشكر الباري عز وجل شكراً جزيلاً وافياً، وأحمده حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه على نعمه وآلائه التي لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى، وعلى إعانته تبارك وتعالى وتوفيقه وتسديده لي في هذا العمل الذي أرجو أن يكون مقبولاً عنده عز وجل.
كما أتوجه بالشكر الجزيل الوافر إلى والديَّ العظيمين اللذين مهما قلت فلن أوفيهما حقّهما من الشكر والامتنان، ولا أملك إلاّ أن أدعو لهما كما أمر الله عز وجل:{رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِراً} . [سورة الإسراء، الآية: ٢٤] .
وإنّ من فضل الله تبارك وتعالى عليَّ في هذا البحث أن تَلْمَذْتُ فيه على يد شيخين جليلين فاضلين، جليلين بعلمهما، فاضلين بأخلاقهما، المتميزة، لقد كان للأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري - حفظه الله تعالى