للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: بلى، ولكني استكثرته. قلت: لتردَّنه عليه، أو لأُعَرِّفَنَّكها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى أن يردَّ عليه"١.

وهكذا استطاع خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه، بتوفيقٍ من الله، ثُمَّ بحنكته وتدبيره، أن يحتفظ بتوازن المعركة حتى الليل.

[٧١] "ثُمَّ أصبح غازياً، قد جعل مقدّمته ساقه، وساقته مقدمة، وميمنته ميسرة، وميسرته ميمنة، فأنكروا ما جاء به من خلاف ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيئتهم وقالوا: قد جاءهم مدد"٢.

فرعبوا، ولسان حالهم يقول: "إذا كان المسلمون على قلَّتهم، قد فعلوا ما فعلوا بالأمس، فكيف وهم اليوم قد جاءهم المدد، وازداد العدد؟!.

لقد أحجم الروم عن الهجوم، وكذلك لم يهاجمهم خالد، فقد كان يريد أن يخرج من المعركة غير المتكافئة بجيشه سليماً، ويُرْعِب العدوَّ حتى لا يلاحقه في تراجعه، فلمَّا اطمأنَّ إلى نجاح خطته تراجع بقوَّاتِه، وبَعُدَ بها حتَّى صارت في مأمنٍ"٣.

وهكذا:

[٧٢] "انحاز الفريقان كُلٌّ عن كُلٍّ قافلاً عن غير هزيمة، فقفل المسلمون على طريقهم التي أبدوا منها، حتَّى مرُّوا بتلك القرية،


١ من رواية عوف بن مالك الأشجعي، وقد سبق تخريجها برقم [٦٠] .
٢ أخرجه ابن عساكر: تاريخ (المجلد الأول ص ٣٩٧) من رواية ابن عائذ بسندٍ صحيحٍ إلى العطَّاف بن خالد، لكنَّه منقطع.
٣ الشريف: مكة والمدينة ٥٣٧.

<<  <   >  >>