للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الجرف١، عسكر الجيش الإسلامي كالعادة، وكان القائد الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصدر أوامره الشريفة بإسناد قيادة الجيش لمولاه وحبِّه زيد بن حارثة - رضي الله عنه، وقال:

[١٣] "إنْ قُتِلَ زيد، فجعفر، وإن قُتِل جعفر، فعبد الله بن رواحة"٢".

وفي مرسل عروة عند البيهقي:

[١٤] "فإن أُصيب فليرتض المسلمون رجلاً، فليجعلوه عليهم٣".

قال أبو قتادة - رضي الله تعالى عنه:


١ الجُرْف - بالضم ثُمَّ السكون - ما تجرَّفته السيول فأكلته من الأرض، وهو موضع على ثلاثة أميال من المدينة، به كانت أموال لعمر بن الخطَّاب رضي الله تعالى عنه، ولأهل المدينة. وقيل: سُمِّيَ الجُرْف، لأنَّ تُبّعاً مرَّ به، فقال: هذا جرف الأرض، وكان يُسَمَّى: العرض، وكان الجرف في عهد النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بمثابة معسكر للجيوش النبوية. والجُرف اليوم من أحياء المدينة الشمالية الكبيرة، يمتد من مزارع العيون شرقاً، حتَّى طريق المدينة تبوك غرباً.
(انظر: ياقوت: معجم ١/١٢٨، السمهودي: وفاء: ٤/١١٧٥) .
٢ أخرجه البخاري (الصحيح ١/٨٧) .
٣ أخرجه البيهقي (الدلائل ٤/٣٥٩) بسنده من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق حدَّثنا محمَّد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير.
قلت: سنده حسن إلى عروة، ولكنَّه مرسل، وقد تفرَّد يونس بن بكير بهذه العبارة من بين الرواة عن ابن إسحاق، وقد ذكر نحوه الواقدي (المغازي ٢/٧٥٦) ، وابن سعد (الطبقات ٢/١٢٨) عن شيوخه.

<<  <   >  >>