للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٥] "فوثب جعفر، فقال: " يا رسول الله! ما كنت أرهب أن تستعمل عليَّ زيداً، فقال: "امض فإنَّك لا تدري أي ذلك خير١".

ويبدو أنَّ بعض الصحابة - رضي الله عنهم - قد تكلَّم في إمرة زيد وتقديمه على غيره:

[١٦] فوضَّح لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة زيد - رضي الله تعالى عنه - وأحقيته بالإمارة، وأنَّه مِن أحبّ الناس إليه٢،فسمعوا وأطاعوا".

ولكن يبدو أن رواة الشيعة لم يرق لهم ذلك، ولم يقتنعوا به، وأخذوا كعادتهم يتلاعبون بالروايات، يُقَدِّمون ويُؤخِّرون حسب أهوائهم، ويفاضلون بين الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - وفق ميولهم ونزعاتهم، ويظهر ذلك جلياً هنا من خلال:


١ أخرجه أبو داود (انظر: عون المعبود، حديث ٤٣٤) ، وأحمد (المسند ٥/٣٧٦-٣٧٧) ، والنسائي (السنن الكبرى ٥/٩٦) ، وابن حبان (انظر: الإحسان في ترتيب صحيح بان حبان، حديث ٧٠٠٨) ، والبيهقي (الدلائل ٢/٣٧٦) ، والطبري (التاريخ ٣/٤٠) ، كلّهم من طرق عن خالد بن سمير عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة رضي الله عنه. قال الهيثمي (المجمع ٦/١٥٦) : "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير خالد بن سمير وهو ثقة".
قلت: قال الحافظ: هو صدوق يهم قليلاً. (التقريب ص ١٨٨) ، إذاً فالإسناد حسن إن شاء الله تعالى.
٢ انظر: البخاري (الصحيح ٤/٢١٣) ، وينصُّ ابن حجر (فتح ٧/٨٧) على أنَّ ذلك كان في مؤتة.

<<  <   >  >>