للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٦] فقد ذكرت المصادر أنَّ جيش هرقل الذي أعاد به كرامة الإمبراطورية البيزنطية عندما هزم جيوش كسرى، حتى استطاع دخول المدائن، كان لا يزيد عدده عن سبعين ألفاً١".

"ولم يستخدم الروم هذه الأعداد، إلاَّ فيما بعد عندما اشتبكوا مع الدولة الإسلامية اشتباكاً حقيقياً خطيراً٢".

لذلك فإنه من الأصوب الأخذ بروايات الزُّهري، وابن عقبة، وابن عائذ، التي لم تُحَدِّد القوَّات بعددٍ معيَّنٍ، وإنَّما ذكرت أنَّهم جموع كثيرة "وكُلّ ما يمكن تصوُّره أنَّ قوَّة العدو كانت أكبر من قوَّة المسلمين، أو أنَّها كانت أضعافها"٣".

ويعتقد الجنرال أكرم أنَّها رُبَّما كانت تتراوح بين عشرة آلاف، وخمسة عشر ألفاً٤.

إنَّ التحديد الذي ورد في بعض الروايات التي ذكرناها بتلك الأعداد الضخمة، ربَّما كان اجتهاداً من بعض الرواة والإخباريين، أو حتى بعض شهود العيان الذين ربَّما نقل عنهم عروة وغيره من المؤرِّخين.


١ انظر: "الطبري: تاريخ ٢/١٨٣، الكندي: فتوح مصر ٣٥، ابن عساكر: تاريخ دمشق: المجلدة الأولى ٥٣١، أحمد عادل كمال: الطريق إلى دمشق ٣٩".
٢ الشريف: مكة والمدينة ٥٣٤.
٣ المصدر السابق.
٤ الجنرال أكرم: سيف الله خالد بن الوليد ١٠٥.

<<  <   >  >>