للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما لم تزودنا المصادر البيزنطية بمعلوماتٍ وافرة عن الأحداث التي كانت بين بيزنطة والمسلمين، بما في ذلك أحداث معركة مؤتة، فنستطيع من خلالها معرفة عدد الجيش البيزنطي والحلفاء فيها، حيث كان الاعتماد على المصادر الإسلامية في ذلك، والتي نادراً ما تخطيء في وصف الأحداث، لاعتمادها على الإسناد الذي يصل في كثيرٍ من الأحيان إلى شهود العيان، أو حتَّى المشاركين في تلك الأحداث، وتلك عملية دقيقة ومرتَّبة لم يُسْبَق المسلمون فيها أبداً، بل لم تعرفها أُمة من الأُمم على الإطلاق، غير الأُمة الإسلامية.

ولكن حتَّى شهود العيان والمشاركون في صميم الأحداث لا يستطيعون في بعض الأحيان التعرُّف بدقة على عدد جند العدوّ١.

بل يعتمدون أحياناً على الحدس والتخمين في إحصاءاتهم لجيوش الأعداء، لأنه لم تكن هنالك إحصاءات دقيقة معلومة عن عدد الجند والجيوش، كما هو الحال اليوم٢.


١ في غزوة بدر العظمى ابتكر النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم طريقة ذكية عَرَفَ من خلالها عدد جيش قريش، حيث سأل الأسرى الذي أمسك بهم المسلمون: كم ينحرون؟ قالوا: يوماً عشرة، ويوماً تسعة. قال القوم: ما بين الألف والتسعمائة.
(أخرجه أحمد: المسند ٢/١٩٣، والواقدي: مغازي ١/٥٣) .
وانظر: (العليمي: مرويات غزوة بدر ٩٩) .
٢ بل إنَّ الكثير من دول العالم اليوم لا تُعْطِي إحصاءات دقيقة وصحيحة لجيوشها لاعتبارات أمنية.

<<  <   >  >>