للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكما اندفع عبد الله بن رواحة - رضي الله تعالى عنه - بفورة حماس إيمانية زخمة، اندفع - أيضاً - بفورة حماس شاعرية رائعة، راح يُصَوِّر فيها مقام المسلمين في معان، ثُمَّ انطلاقهم بقوة وحماس إيماني نحو عدوهم المتربص في مآب:

[٤٧] جلبنا الخيل من أجام قرح١ ... تغر من الحشيش لهاالعكوم٢

حذوناها من الصوان سبتاً٣ ... أزل كأنَّ صفحته أديم٤

أقامت ليلتين على معان ... فأعقب بعد فترتها جموم٥

فرحنا والجياد مسومات ... تنفس في مناخرها السموم٦

فلا وأبي مآب لنأتينها ... وإن كانت بها عرب وروم


١ قرح: هو موضع كان بوادي القرى من صدره، فغلب عليه اسم العُلا لأنه أعلى الوادي، وكان سوقاً مشهورة في الجاهلبة، وهو اليوم مدينة العُلا.
(البلادي: معجم المعالم ٢٥٠، ومرداد: مدائن صالح ٦٤) .
٢ العكوم: جمع عكم. وهو الجنب. (أبو ذر: شرح السيرة ٢٧) .
٣ حذوناها: أي جعلنا لها حذاءً وهو النَّعل. والصوان: حجارة مُلْس، واحدتها: صوانة. والسبت: النعال التي تُصْنَع من الجلود المدبوغة.
٤ أزل: أملس. صفحته ظاهرة. والأديم: الجلد. (المصدر السابق) .
٥ الجموم: استراحة الفرس. (المصدر السابق) .
٦ مسومات: أي مرسلات. والسموم: الريح الحارَّة. (المصدر السابق) .

<<  <   >  >>