للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٦] "كنت يتيماً لعبد الله بن رواحة في حجره، فخرج بي في سفره ذلك مردفي على حقيبة رحله، فوالله إنه ليسير ليلة إذ سمعته وهو يُنشِد أبياته هذه:

إذا أويتني وحملت رحلي ... مسيرة أربعٍ بعد الحساء١

فشأنك أنعم وخلاك ذم ... ولا أرجع إلى أهلي ورائي٢

وجاء المسلمون وغادروني ... بأرض الشام مشتهى الثواء٣

في أبيات" ... قال: "فلمَّا سمعتهنَّ منه بكيت". قال: "فخفقني بالدرة٤، وقال: "ما عليك يا لُكع٥ أن يرزقني الله الشهادة، وترجع بين شعبتي الرحل٦"٧".


١ الحساء: جمع حسى، وهو ماء يغور في الرمل، وإذا بُحِثَ عنه وُجِد.
(شرح السيرة للخشني ٢٨) .
٢ قوله: ولا أرجع، فهو مجزوم على الدعاء، دعا على نفسه أن يستشهد ولا يرجع إلى أهله. (المصدر السابق) .
٣ الثواء: الإقامة. (المصدر السابق) .
٤ خفقني: أي ضربني. والدرة: السوط. (أبو ذر: شرح السيرة ٢٩) .
٥ اللكع: اللئيم. (المصدر السابق) .
٦ شعبتا الرحل: طرفاه المقدّم والمؤخّر. والحقيبة: ما يجعله الراكب وراءه إذا ركب. (المصدر السابق) .
٧ ذكره ابن هشام (سيرة ٤/٣٧٦) من حديث ابن إسحاق، حدّثني عبد الله بن أبي بكر أنه حُدّث عن زيد بن أرقم وسنده فيه مبهم. وقد أخرج ابن عساكر (تاريخ دمشق، عبد الله بن جابر، وعبد الله بن زيد ص ٣٤٨) بسنده عن الزهري بعضه. وأخرج البعض الآخر بسنده عن ابن إسحاق موصولاً ومختصراً، إلى زيد، وسنده حسن.

<<  <   >  >>