للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"ويكون أوَّل من حاز على لقب طيَّار في التاريخ الإسلامي، ويتفرَّد به دون النَّاس أجمعين"١. ولكنَّه في ذات الوقت ليس طيَّاراً عادياً، أو حتى رائد فضاء، بل طيَّاراً في الجنَّة مع الملائكة المقرَّبين، يطير مع جبريل، وميكائيل، وقد ميَّزه الله - سبحانه وتعالى - عن الملائكة بأن جعل جناحيه مضرجين، مخضوبةً قوادمه بالدماء٢. وذلك علامة على أنَّهما وسام شرف علوي مُنِحَ له مكان يديه اللتين ضحَّى بهما بإصرارٍ في سبيل الله تعالى، وهو يقاوم بقوة وعنادٍ عجيبين ألاَّ تسقط راية رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً.

نعم! سقط القائد الشاب شهيداً، وفي جسده بضعٌ وتسعون ما بين طعنة ورمية، منها:

[٥٤] "خمسون بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره، يعني في ظهره"٣.

وفي ذلك "بيان فرط شجاعته وإقدامه"٤.


١ منير غضبان (فقه السيرة ٥٤٨) .
٢ سبق تخريجه برقم [٥٣] . انظر الحديث رقم (ج) .
٣ أخرجه البخاري (الصحيح ٥/٨٦) .
٤ ابن حجر (فتح ٧/٥١٢) .

<<  <   >  >>