للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حكم عليه ابن كثير رحمه الله تعالى بالانقطاع، وعارضه بحديثٍ الصحيح١.

[٥٨] كما أنَّ الأحاديث الأُخرى المماثلة، جاءت من طُرُق واهية لا يُعْتَدُّ بها٢.


١ ابن كثير (البداية ٤/٢٤٥) .
٢ أخرج عبد الرزَّاق (المصنَّف ٥/٢٦٦) عن ابن عيينة، عن ابن جدعان، عن ابن المسيب قال: قال النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "مثّلوا لي في الجنَّة في خيمة من دُرّ، كُلّ واحد منهم على سرير، فرأيت زيداً، وابن رواحة في أعناقهما صدوداً، وأمَّا جعفر فمستقيم ليس فيه صدود ... الخ".
قلت: سنده ضعيف آفته ابن جدعان علي بن زيد التيمي، ضعَّفوه. وذكر ابن أبي حاتم، والعجلي أنه يتشيَّع. وقال ابن عدي: كان يغالي في التشيُّع. وذكر حمَّاد بن زيد أنه كان يقلب الحديث.
قلت: وهذه الرواية التي ذكرها تفوح منها رائحة التشيُّع بقوَّة. والله تعالى أعلم.
كما أخرج الطبراني (معجم ١٩/١٦٧-١٦٨) من طريق ثابت بن دينار، عن أبي اليسر، حديث أبي عامر الأشعري الذي ذكر فيه عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "دخلت الجنَّة فرأيت جعفراً ذا جناحين مضرجين بالدماء، وزيد مقابله، وابن رواحة معهما، كأنه يعرض عنهما، وسأخبركم عن ذلك، إنَّ جعفراً حين تقدَّم فرأى القتل لم يصرف وجهه، وزيد كذلك، وابن رواحة صرف وجهه".
قال الهيثمي (مجمع ٦/١٦١) : فيه ثابت بن دينار، أبو حمزة، وهو ضعيف. وقال عنه ابن حجر (تقريب ١٣٢) : رافضيٌّ ضعيف.
قلت: ويظهر التشيُّع في روايته بذكره حديث جعفر رضي الله تعالى عنه فقط من بين أُمراء الوقعة في بداية حديثه عنها. والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>