للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقر نُزِعَت من تحتها أولادها، فتقدَّموا بين يديه، فلمَّا شدَّ على الروم شدُّوا معه حتى شُدِخُوا١ جميعاً"٢.

وهذا عوف بن مالك الأشجعي٣ - رضي الله تعالى عنه -، أحد شهود العيان والمشاركين في مؤتة، يُحَدّثنا عن إحدى تلك البطولات، فيقول:


١ الشدخ: الكسر في كل شيء رطب أو يابس، وقيل: هو التهشيم. وقال الليث: الشدخ كسرك الشيء الأجوف، كالرأس ونحوه. وفي الحديث: فشدخوه بالحجارة. (اللسان، والقاموس: شدخ) .
٢ أخرجه ابن عساكر: تاريخ (عبد الله بن جابر - عبد الله بن زيد ص ٣٥١-٣٥٢) من حديث ابن عائذ بسندٍ صحيحٍ عن الأوزاعي، لكنَّه منقطع، الأوزاعي من السابعة، والمجلس الذي ورد ذكره في الحديث أخرجه ابن عساكر (تاريخ ٥/٣١٤- ٣١٥) من طريق ابن المبارك، عن ابن جريج، عن مجاهد قال: قوله تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُون} إلى قوله تعالى: {صَفّاً كَأَنهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: ٢-٤] ، نزلت في نفرٍ من الأنصار منهم عبد الله بن رواحة، قالوا في مجلسِ من المجالس: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله عزَّ وجلَّ لعملنا به حتى نموت. قال ابن رواحة: لا أزال حبيساً في سبيل الله عزَّ وجلَّ حتى أموت، فَقُتِلَ شهيداً رحمه الله.
وأخرجه ابن المبارك في (الجهاد: ١٦) به نحوه، وسنده فيه عنعنة ابن جريج، وهو ثقة لكنَّه كان يدلِّس. كما أخرجه الطبري (تفسير ٢٨/٨٤) بسنده عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد نحوه، وفيه أيضاً عنعنة ابن أبي نجيح، وهو ثقة ربَّما دلَّس.
٣ عوف بن مالك الأشجعي، أبو حمَّاد، ويقال: أبو عبد الرحمن. ذكر ابن حجر في التقريب أنه من مسلمة الفتح.
قلت: وأظنه سبق قلم منه رحمه الله، حيث ذكر في الإصابة والتهذيب عن الواقدي أنه شهد خيبر، أو كأنَّ ابن حجر لم يأخذ بقول الواقدي لضعفه، ولكن يشهد له هذا الحديث الصحيح كما جزم بذلك أبو عمر، وكانت معه راية أشجع يوم الفتح وسكن الشام وعمَّر، ومات في خلافة عبد الملك بن مروان سنة ثلاثٍ وسبعين.
انظر: (ابن سعد: طبقات ٤/٢٨٠-٢٨١، ابن عبد البر: الاستيعاب هامش الإصابة ٣/١٣١، ابن حجر: إصابة ٣/٤٣، تهذيب ٤/٤٢٤، تقريب ٤٣٣) .

<<  <   >  >>