للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٦٠] "خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، فرافقني مدَدِّيُّ١ من أهل اليمن ليس معه غير سيفه، فنحر رجلٌ من المسلمين جزوراً٢، فسأله المدَدِّيُّ طائفة من جلده٣، فأعطاه إيَّاه، فاتَّخذه كهيئة الدرق٤، ومضينا، فلقينا جموع الروم، وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب، فجعل الرومي يفري٥ بالمسلمين، فقعد له المدَدِّيُّ خلف صخرة، فمرَّ به الرومي فعرقب فرسه٦، فخرَّ٧ وعلاه فقتله، وحاز فرسه وسلاحه"٨.


١ أي: من أمداد اليمن، وقد سبق التعريف بهم.
٢ الجزور: البعير، أو الناقة المجزورة، أي المنحورة.
٣ طائفة من جلده: أي قطعة من جلده.
٤ الدرق: ضرب من الترسة، الواحدة: درقة، تُتَّخذ من الجلود.
٥ كناية عن المبالغة في القتل.
٦ عرقب فرسه: أي قطع عرقوبه، وهو عصب غليظ في رجل الدَّابة بمنْزلة الركبة في يدها.
٧ خرَّ: أي سقط من علو.
٨ أخرجه مسلم (الصحيح ٤/٢٤) ، وأبو داود (سنن ٣/١٦٣) وهذا لفظه. وأحمد (المسند، حديث رقم: ٢٣٩٩٦٠) . كلّهم من حديث الوليد بن مسلم، حدَّني صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك رضي الله عنه. كما أخرجه ابن حبان (انظر: الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان حديث ٤٨٢٢) به نحوه. إلاَّ أنه قال فيه: "إنَّ مَدَدِيّاً في غزوة تبوك رافقهم ... " فذكر باقي الحديث نحوه.
قلت: قوله: "في غزوة تبوك" وهم، فالثابت أنَّ ذلك كان في غزوة مؤتة كما مرَّ. والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>