للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث السادس: حزن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه على قتلى مؤتة:

وهكذا دافع النَّبيّ صلى الله عليه وسلم عن خالد وأصحابه، وكرَّمهم في أكثر من مناسبة، ولكنَّه مع ذلك قد وَجِدَ على مَن استشهد منهم، فكما رأينا سابقاً كيف وَصَفَ للنَّاس حادث استشهادهم، وعيناه تذرفان بأبي هو وأُمِّي، - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.

كذلك تُحَدِّثنا أُم المؤمنين، أم عبد الله، عائشة - رضي الله تعالى عنها - فتقول:

[٩١] "لَمَّا جاء قتل زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، - رضي الله عنهم، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ فيه الحُزْن، قالت عائشة: وأنا أطَّلِع من صائر الباب - تعني مِن شِقّ الباب - فأتاه رجل، فقال: إي رسول الله! إنَّ نساء جعفر١.. وذكر بكاءهُنَّ، فأمره أن ينهاهُنَّ ... "٢.

ثُمَّ إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمر أهله، فقال:

[٩٢] "اصنعوا لأهل جعفر طعاماً فإنَّهم قد جاءهم ما يشغلهم"٣.


١ قال ابن حجر (فتح ٧/٥١٤) : يُحتمل أنه يريد زوجاته، ويحتمل أن يريد من يُنسب إليه من النساء في الجملة. وهذا الثاني هو المعتمد، لأنا لا نعرف لجعفر زوجة غير أسماء بنت عميس.
٢ أخرجه البخاري (الصحيح ٥/٨٧) .
٣ أخرج أبو داود، (انظر: عون المعبود، حديث: ٣١١٦) .
والترمذي، (انظر: تحفة الأحوذي، حديث: ١٠٠٣) .
وابن ماجه، (السنن، حديث: ١٦١٠) .
والحاكم، (المستدرك ١/٥٢٧) .
والدارقطني، (٢/٧٨-٧٩) .
والبيهقي، (السنن ٤/٦١) .
والطبراني، (المعجم ٢/١٠٨) .
جميعهم من حديث سفيان بن عيينة، عن جعفر بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن".
وذكر المنذري عن الترمذي أنه قال: "هذا حديث حسن صحيح".
قلت: ربما كان ذلك من اختلاف نسخ الترمذي. والله تعالى أعلم.
وصحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي. وصحّحه ابن السكن كما في التعليق المغني. (حاشية سنن الدارقطني ٢/٧٩) .

<<  <   >  >>