للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُفْهَم منه أنّه صلى الله عليه وسلم بعثه بعد إسلامه مباشرة، قال ابن حجر: "وهذا فيه إشعار بأنّ بعثه عقب إسلامه، وكان إسلامه في أثناء سنة سبع من الهجرة"١.

أمّا حديث الحارث٢ بن حسَّان الذي فيه:

[١٦] "خرجت أشكو العلاء٣ بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " الحديث. إلى أن قال: "فأتيت المدينة، فإذا المسجد غاصٌّ بأهله٤، وإذا راية سوداء تخفق، وبلال متقلِّد السيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجهاً ... ". الحديث٥.


١ فتح الباري ٨/٧٥.
٢ الحارث بن حسَّان البكري، ويُقال اسمه: حُريث. (صحابي) له وفادة، ونزل البادية، وكان يقدم الكوفة. (تقريب ١٤٥) .
٣ العلاء بن الحضرمي، واسم أبيه عبد الله بن عماد، وكان حليف بني أُمية. (صحابي جليل) عمل على البحرين للنبيّ صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، ومات سنة أربع عشرة. وقيل: بعذ ذلك. (تقريب ٤٣٤) .
٤ أي: ممتلئ بالناس.
٥ أخرجه أحمد بهذا السياق مطوَّلاً في قصة عاد من قصص الأنبياء (المسند ٣/٤٨٢) .
وأخرجه النسائي (السنن الكبرى ٥/١٨١) مختصراً.
كلاهما من طريق أبي المنذر سلام بن سليمان النحوي، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن الحارث بن يزيد البكري رضي الله عنه.
قلت: وسنده حسن. لأنَّ فيه عاصم بن بهدلة. صدوق له أوهام. (التقريب ص ٢٨٥) . كما أخرجه أحمد (المسند ٣/٤٨١) ، وابن ماجه (السنن ٢/٢٠٧) ، وابن أبي شيبة (المصنَّف ١٢/٥١٢) ، جميعهم من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث رضي الله عنه.
قلت: وهذا السند صورته منقطع، عاصم بن أبي النجود لم يدرك الحارث فيروي عنه والصحيح: عنه عن أبي وائل عن الحارث، كما ذكر ابن حجر (التهذيب ١/٤٠٧) . وكما هو واضح في السند السابق. والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>