للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٠] "أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأهديت له، فأبى ذلك، فقلت: إنّا قوم يشقّ علينا أن نردّ الهدية"١.

وهذه الرواية وإن كانت مختصرة، ففيها إشارات وقرائن على كونها قد تكون اختصاراً للحديث السابق، من ذلك مثلاً: السند المتطابق تماماً، وتطابق قول الأكيدر، وقول قيس حول الهدية، وقد ذكر محمّد حميد الله نصّ الحديث مصحّصاً اسم الذي انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنّه قيس بن النعمان٢، وهو المصدر الذي أخذ عنه محمّد حميد الله، فلا أدري مِن أين جاء بهذا التصحيح، وهل له علاقة برواية قيس السابقة أم لا؟ فبذلك يتّضح أنّ ذكر الأكيدر في الرواية وَهَمٌ. والله تعالى أعلم.

والعجب أنّ ابن حجر لم يُعَلِّق على هذا التشابه في الروايتين رغم ذكره لهما في كتابٍ واحدٍ، وهو الإصابة.

ومِمَّن وقع في كلامه ما يدل على أنّ الأكيدر أسلم: الواقدي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، فقد انفردا بذكر تفاصيل كتاب ذكرا أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كتبه للأكيدر، قال الواقدي: حدّثني شيخ من أهل دومة الجندل أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب هذا الكتاب:


١ ابن حجر: إصابة ٣/٢١٦، وقد وجدت الرواية في كتاب البخاري (التاريخ ٧/١٤٤-١٤٥) ، ولم أجدها في المستدرك.
٢ ابن حجر: المطالب العالية، حديث ٤٣٧٩.

<<  <   >  >>