للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الحلبي تعليقاً على هذا الكتاب: "وهذا كما لا يخفى يدل على أنّ أكيدر أسلم، أي: وهو الموافق لقول أبي نعيم، وابن منده، بإسلامه وأنّه معدودٌ من الصحابة١.

قلت: أبو عبيد ثقة، وهو والواقدي متعاصران٢، ويلاحظ التشابه الكبير بين نصّي الكتاب عندهما، فربّما يكون مصدرهما واحداً، وهو ذلك الشيخ الجندلي، وهو شيخٌ مجهولٌ لم يصرح كلّ منهما باسمه أو تعديله، فلا يمكن القطع بصحّة الكتاب الذي أراهما إيّاه وأنّه هو كتاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم للأكيدر. والله تعالى أعلم.

قال ابن حجر: "وقال أبو السعادات بن الأثير أخو مصنّف أُسد الغابة: مِنَ الناس مَنْ يقول: إنّ أكيدر أسلم، وليس بصحيح"٣.

قلت: وقال أخوه أبو الحسن - مُصنِّف أُسد الغابة: "أما سرية خالد فصحيح، وإنما أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لا اختلاف بين أهل السير فيه، ومَن قال إنّه أسلم، فقد أخطأ ظاهراً وكان أكيدر نصرانياً، ولمّا صالحه النّبيّ صلى الله عليه وسلم عاد إلى حصنه وبقي فيه، ثُمَّ إنّ خالداً أسره لمّا حصر دومة أيّام أبي بكر رضي الله عنه، فقتله مشركاً نصرانياً، وقد ذكر البلاذري أنّ أكيدر لمّا قدم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم مع خالد أسلم ودعا إلىدومة، فلمّا مات النّبيّ صلى الله عليه وسلم ارتدّ مَعَ مَن ارتدّ ومنع ما قبله، فلمّا


١ الحلبي: سيرة ٣/٢٢٦.
٢ توفي الواقدي سنة ٢٠٧هـ على الرارجح، وتوفي أبو عبيد سنة ٢٢٤هـ.
٣ الإصابة ١/١٢٧.

<<  <   >  >>